رحلتي إلى علياء قمرون… ساعات في الحر وغياب قلب الأبوين

✍️ بقلم: د. وفاء صلاح الدين إعلامية مصرية – باحثة دكتوراه في الإعلام الرقمي – مهتمة بقضايا المرأة والعنف الأسري اليوم كان مختلفًا بالنسبة لي… لم يكن مجرد زيارة عادية، بل رحلة إنسانية محفوفة بالتعب والمشاعر المتناقضة. قطعت أكثر من ٦ وسائل مواصلات، واستغرقت أكثر من ٤ ساعات سفر تحت حرارة الشمس، فقط لأصل إلى مكان احتجاز الفتاة علياء قمرون، وأقف لساعات طويلة في الحر حتى يحين موعد إدخال الأغراض التي جلبتها لها بعناية. كنت أظن أن هذا المشوار الشاق سيكون قد سبقني إليه أقرب الناس إليها… لكن الحقيقة كانت صادمة. والدها، الذي لم يزرها ولو مرة واحدة منذ حبسها، اكتفى بالظهور في المداخلات التلفزيونية، والبثوث المباشرة على منصات التواصل، ونشر الصور والفيديوهات التي تخص عمله، وكأن ابنته ليست خلف الجدران. أما والدتها، فلم تسأل عنها حتى الآن… فأين قلب الأم؟ وأين حنان الأب؟ هل ضمير الأب لا يأنبه على قص شعرها أكثر من مرة؟ وعلى الضرب المبرح الذي ترك آثارًا على جسدها ونفسها؟ هل رفضه عودتها إلى المنزل لم يكن أحد الأسباب الرئيسية لما وصلت إليه حالتها اليوم؟ رسالتي هنا ليست هجومًا، بل دعوة صادقة: يا أبا علياء وأمها… زوروها. لن يكلفكم الأمر شيئًا، فأنا تكفلت بكل احتياجاتها ومطالبها. ما تحتاجه اليوم ليس المال… بل لمسة أمان، وكلمة حنان، وربما هذه اللحظة تعوّض بعض ما فات، وتكفّر عن تقصيركم في حقها. رسالتي أيضًا لكل أب وأم يمران بظروف انفصال: أطفالكم يدفعون ثمن الخلافات، وقلوبهم تتحمل ألمًا أكبر من طاقتهم. راجعوا أنفسكم قبل أن يضيع أبناؤكم بين الإهمال والصدمات. أما أنا، فقد اخترت أن أكون بجوار علياء، كما كنت دائمًا، وأفوض أمري لله في كل من افترى أو أساء لي ولأسرتي في هذا الملف، رغم أنني لم أبخل يومًا بخير أو مساعدة. فالله يعلم النوايا، والتاريخ لا ينسى المواقف.

Comments (0)
Add Comment